سبب وفاة المناضل اديب العيسي.. من هو؟

رحل يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025، المناضل أديب محمد صالح العيسي الملقب بـ”أبو محمد”، في العاصمة عدن، إثر إصابته بذبحة صدرية مفاجئة، عن عمر ناهز الخمسين عامًا. شكل خبر وفاته صدمة واسعة في الأوساط السياسية والاجتماعية بالجنوب، لما كان يمثله من رمز للنضال ورجل للوفاق والسلم.
من هو المناضل اديب العيسي؟
العيسي، المولود في 13 ديسمبر 1975 بعدن، هو ابن الشهيد العقيد ركن محمد صالح العيسي، أحد الفدائيين ضد الاستعمار البريطاني وقائد سلاح الجمارك في الجنوب سابقًا، والذي استشهد في أحداث 13 يناير 1986. نشأ أديب على القيم النضالية وتابع مسيرة والده، ليصبح لاحقًا أحد أبرز الوجوه الجنوبية، جامعًا بين الفكر السياسي والنشاط الميداني، وحائزًا على بكالوريوس في العلوم السياسية.
ارتبط اسمه بالمقاومة الجنوبية، حيث كان من أوائل المساهمين في دعم الجبهات ماديًا ولوجستيًا أثناء الحرب في عدن ولحج وأبين والضالع، كما لعب دورًا محوريًا في توحيد الصفوف وإرساء دعائم الوفاق بين مختلف القوى، حتى لُقّب بـ”مهندس الوفاق الجنوبي”.
في مسيرته تعرض للاعتقال عام 2008 بتهمة “المساس بالوحدة اليمنية”، وأصيب أكثر من مرة خلال مشاركته في الاحتجاجات والمواجهات، من بينها إصابته في زنجبار عام 2009، وإصابته البليغة في 2011 التي أفقدته وريد يده اليسرى.
كان العيسي من مؤسسي مؤتمر القاهرة عام 2011، وأحد الداعين لمليونيات عدن إحياءً لذكرى التسامح والتصالح عام 2013، كما أسس ائتلاف قوى الثورة الجنوبية وأسهم في توحيد النقابات العمالية والمهنية.
وبعد اندلاع الحرب، لعب دورًا رئيسيًا في تأسيس المقاومة الجنوبية وتوحيدها، وأعلن في أغسطس 2015 قرار دمج أفراد المقاومة في المؤسسات الأمنية والعسكرية، دعمًا لشرعية الرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي.
عرف العيسي بمواقفه الوطنية الرافضة للهيمنة الحزبية، ودعوته الدائمة لحوار جنوبي–جنوبي بعيدًا عن الوصاية، وظل صوته حاضرًا في القضايا السياسية والاجتماعية، قريبًا من الناس، متفقدًا أوضاعهم، ومدافعًا عن حقوق المقاتلين والمواطنين على حد سواء.
ويفقد الجنوب شخصية سياسية بارزة وقياديًا استثنائيًا حمل على عاتقه مشروع الوفاق، وعُرف بثبات مواقفه وشجاعته. ترك وراءه إرثًا نضاليًا وشعبية واسعة جعلت اسمه حاضرًا في وجدان أبناء عدن والجنوب عمومًا، وأبقى بعده عائلته الصغيرة، ابنه محمد وابنته، ليواصلوا حمل إرث رجل عاش للناس وللوطن حتى اللحظة الأخيرة.
نسخ