ريان سعيد العسيري… الجندي الذي تحوّل إلى أيقونة بطولة في الحرم المكي
في لحظة لا تتجاوز ثوانٍ معدودة، قد يصنع الإنسان فرقًا بين الحياة والموت. هذا ما فعله الجندي السعودي ريان بن سعيد العسيري، أحد أفراد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، حين تحوّل بجسده إلى درع بشري لإنقاذ شخص حاول إلقاء نفسه من الأدوار العلوية داخل الحرم المكي الشريف.
بطولة في أقدس بقاع الأرض ريان سعيد العسيري
كان المشهد صادمًا ومفاجئًا. آلاف المعتمرين يطوفون في خشوع، قبل أن تتجه الأنظار فجأة نحو شاب يهمّ بالقفز من ارتفاع شاهق. لم يكن هناك وقت للتفكير أو الحسابات. اندفع ريان العسيري بكل ما يملك من سرعة وشجاعة، ليحتضن السقوط بجسده، مقللًا أثر الاصطدام ومنقذًا حياة الشاب من موت محقق.
هذه اللحظة التي حبس فيها الجميع أنفاسهم، تحوّلت إلى قصة بطولة نادرة، تجسّد المعنى الحقيقي لرجال الأمن في الحرم: يقظة، إنسانية، وتضحية بلا حدود.
إصابة ريان بن سعيد العسيري لكنها وسام شرف
لم يخرج العسيري من الموقف سالمًا. فقد تعرّض لإصابات وكسور نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسط موجة واسعة من الدعوات والدعم الشعبي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول السعوديون صورته من داخل المستشفى واعتبروه نموذجًا للشجاعة والإيثار.
إشادة رسمية رفيعة
لم تمرّ هذه البطولة مرور الكرام. فقد أجرى وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف اتصالًا هاتفيًا بالعسيري للاطمئنان على صحته، مؤكدًا أن ما قام به يجسد «أسمى معاني التضحية والفداء» التي يتحلى بها رجال الأمن في خدمة الدين والوطن.
أكبر من واجب… رسالة إنسانية
لم يكن ريان العسيري يؤدي واجبه فحسب؛ بل قدّم درسًا في الإنسانية. فالموقف الذي أقدم عليه لم يكن مجرد تدخل أمني، بل فعل نابع من فطرة نقية وشجاعة صادقة، كما وصفه كثيرون ممن أشادوا به على مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد أثبت أن رجل الأمن السعودي لا يكتفي بحماية المكان، بل يحمي الأرواح، ويقف سدًا منيعًا أمام كل خطر، مهما كان الثمن.
