بينما تغيب شمس اليوم، تتجه أنظار الملايين نحو السماء الغربية، ليس لمجرد تأمل الغروب، بل لترقب ولادة شهر جديد يحمل في طياته نسائم الاستعداد للمواسم الإيمانية الكبرى. نحن نقف الآن على أعتاب شهر جمادى الآخرة 1447، الشهر الذي يُذكرنا بأن المسافة التي تفصلنا عن شهر رمضان المبارك بدأت تتقلص، وأن عجلة الزمان تدور بأسرع مما نتخيل.
السؤال الذي يدور في أذهان الجميع الآن، سواء لترتيب صيام “الأيام البيض” أو لضبط الجداول الزمنية الخاصة: متى يكون الموعد الرسمي لغرة الشهر؟
الكلمة الفصل: متى يبدأ شهر جمادى الآخرة 1447؟
وفقاً للحسابات الفلكية الدقيقة التي تعتمدها المراصد المعتبرة، فإن القمر يقترب من مرحلة “الاقتران” المركزي. وتشير المعطيات العلمية إلى أن يوم السبت، الموافق 22 نوفمبر 2025، هو المرشح الأقوى فلكياً ليكون غرة شهر جمادى الآخرة للعام 1447 هجرياً.
هذا يعني أن شهر جمادى الأولى الحالي سيكمل عدته 30 يوماً، ليكون يوم الجمعة (21 نوفمبر) هو المتمم للشهر، وذلك نظراً لصعوبة رؤية الهلال في بعض المناطق مساء يوم التحري (الخميس) بسبب الظروف الجوية أو غروب القمر قبل أو مع الشمس بفارق ضئيل جداً.
ماذا يحدث في المراصد الليلة؟
خلف الكواليس، وفي مناطق مثل سدير وتمير في المملكة العربية السعودية، يستعد الرآؤون المتمرسون لاستخدام أحدث التلسكوبات وتقنيات التصوير (CCD) لمحاولة اقتناص “خيط النور” الرفيع للهلال.
الأمر ليس مجرد نظر للسماء؛ إنها عملية حسابية معقدة تعتمد على:
-
زمن مكث الهلال: كم دقيقة سيبقى القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس؟
-
عمر الهلال: كم ساعة مرت منذ لحظة الولادة الفلكية؟
إذا تعذرت الرؤية بالعين المجردة أو بالتلسكوب الليلة، فإن المحكمة العليا ستعلن رسمياً أن الجمعة هو المتمم، والسبت هو الأول من الشهر الجديد، وهو ما يتوافق مع أغلب التقاويم الفلكية العالمية لهذا العام.
محطات هامة في شهر جمادى الآخرة 1447
بمجرد ثبوت الرؤية، يبدأ العد التنازلي لأيام لها مكانة خاصة لدى الكثيرين. إليك أبرز التواريخ التي يجب أن تضعها في مفكرتك لهذا الشهر (بناءً على الحسابات الفلكية المتوقعة لبدء الشهر يوم السبت 22 نوفمبر):
-
الأيام البيض لشهر جمادى الآخرة: وهي فرصة ذهبية لمن يحرصون على صيامها، وستوافق تقريباً أيام الخميس والجمعة والسبت (13، 14، 15 من الشهر الهجري)، أي ما يقابل 4، 5، 6 ديسمبر 2025.
-
الاستعداد لشهر رجب: انتهاء جمادى الآخرة يعني دخولنا في “الأشهر الحرم” وبدء شهر رجب، وهو ما يستدعي تهيئة النفس والقلب.
لماذا نعتمد على “الرؤية” رغم دقة الحساب؟
قد تتساءل: لماذا لا نكتفي بالحاسوب وننهي الجدل؟ الإجابة تكمن في الجمع بين الأصالة والمعاصرة. التقنية تمنحنا التوقع الدقيق (وهو ما ذكرناه بأنه يوم السبت)، لكن الرؤية الشرعية تظل هي المعيار القانوني والشرعي المعتمد في المملكة والعديد من الدول العربية لإعلان دخول الأشهر، مما يضفي صبغة روحانية وإنسانية تربطنا بحركة الكون الطبيعية.
تنويه هام: يبقى القرار النهائي والرسمي بيد المحكمة العليا أو الجهات الدينية الرسمية في بلدك، والتي ستصدر بيانها مساء اليوم بعد صلاة المغرب.
اقرأ أيضًا من «اخبار»
