صدمة في الوسط الرياضي الإماراتي.. وفاة أسامة الشعفار إثر حادث خارج الدولة
استيقظ الشارع الرياضي في دولة الإمارات والخليج، صباح اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025، على فاجعة رحيل واحد من أبرز قياداته الإدارية، أسامة أحمد الشعفار. النبأ جاء صادماً ومباغتاً إثر تعرضه لحادث أليم خارج حدود الوطن، لم تتضح كافة تفاصيله بعد، ليُسدل الستار على مسيرة رجل لم يهدأ يوماً عن خدمة بلاده في المحافل الدولية والبرلمانية.
سرعة نعي القيادات، وفي مقدمتهم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، للفقيد، عكست حجم الفراغ الذي سيتركه الشعفار، ليس فقط كمسؤول رياضي، بل كشخصية وطنية أخلصت في كل ملف تولته.
أسامة الشعفار من بناء الأجسام إلى قمة “الدراجات” الآسيوية
لم يكن أسامة الشعفار إدارياً تقليدياً يجلس خلف المكاتب؛ بل كان رجلاً ميدانياً بامتياز. بدأت بصمته تتضح حين تولى ملف “بناء الأجسام”، حيث قاد الاتحاد المحلي والدولي للعبة لسنوات، قبل أن ينتقل بشغفه إلى مضمار آخر تماماً، وهو رياضة الدراجات.
نجاحه لم يتوقف عند الحدود المحلية؛ فقد استطاع بخبرته وعلاقاته الدبلوماسية أن يفوز بثقة القارة الصفراء، ليترأس الاتحاد الآسيوي للدراجات منذ عام 2017. لقد حول هذا المنصب إلى منصة لتعزيز مكانة الإمارات كقوة ناعمة رياضية، موازياً ذلك مع دوره المحوري في “المجلس الأولمبي الآسيوي” كمسؤول عن العلاقات العامة، وعضو نشط في اللجنة الأولمبية الوطنية.
أسامة الشعفار صوت الشعب ورجل الأعمال
بعيداً عن الملاعب والمضمارات، كان للشعفار وجه آخر لا يقل تأثيراً. فقد حمل هموم المواطنين تحت قبة “المجلس الوطني الاتحادي” ممثلاً لإمارة دبي منذ 2019، حيث عُرف بمداخلاته التي تمزج بين الخبرة الاقتصادية -المستمدة من إرث عائلته العريق في قطاع المقاولات- وبين الرؤية التطويرية.
مسيرة مُتوجة بالذهب والتقدير
لم يرحل الشعفار دون أن ينال تكريماً يليق بجهده الدؤوب وهو على قيد الحياة. خزائنه امتلأت بالجوائز المرموقة، لعل أغلاها “جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي”. كما أن تقديره تجاوز الحدود العربية، حيث منحته أوزبكستان دكتوراه فخرية، اعترافاً بأنه لم يكن مجرد رئيس اتحاد، بل كان مطوراً حقيقياً للرياضة في آسيا الوسطى والقارة بأكملها.
رحم الله أسامة الشعفار، الذي غادرنا جسداً، لكن أثره في الإدارة الرياضية الإماراتية سيظل مرجعاً للأجيال القادمة.





