سبب وفاة محمد صبري… رحيل هادئ لنجم لم يطلب شيئاً من الدنيا أكثر من كرة بين قدميه
غاب محمد صبري، أحد الوجوه التي حملت ملامح الزمالك في التسعينيات، بعدما فارق الحياة فجر الجمعة اليوم 14 نوفمبر 2025 إثر حادث سير في منطقة التجمع الخامس عن عمر 51 عاماً. خبر قصير في شكله، لكنه ترك صدى واسعاً لدى كل من عرف الرجل، داخل الملعب وخارجه.
صدمة في وفاة محمد صبري
لم يكن صبري من اللاعبين الذين يظهرون كثيراً في الأضواء خلال السنوات الأخيرة، لكنه ظل حاضراً في ذاكرة الجماهير. حين جاء خبر رحيله بدا الأمر أقرب إلى مفاجأة غير مفهومة، خاصة أنه لم يتجاوز الحادية والخمسين. العمر ذاته لم يكن يوحي بأن النهاية قريبة، ولا حتى طريقة رحيله التي جاءت فجائية وصادمة.
من هو لاعب الزمالك محمد صبري
وُلد صبري في بلبيس، بمحافظة الشرقية، في ربيع عام 1974. لم يكن الطريق معبّدًا أمامه، لكنه دخل الزمالك شاباً يملك ما يكفي من الجرأة والخيال. ومع مرور الوقت، تحوّل إلى ركيزة فنية في الفريق، لاعب يمتاز بالهدوء حين تُصبح المباراة صاخبة، وبالقدرة على تغيير اتجاه اللعب في لحظة واحدة.
منذ 1994 وحتى 2003، جمع صبري 11 بطولة مع الزمالك. لم يكن يُحدّث الناس كثيراً عن تلك الإنجازات، لكنها كانت تلاحقه أينما ذهب، كجزء من سيرته التي لا تحتاج إلى تزيين. هناك أسماء مرت في الزمالك، ثم تلاشت. لكن هناك فئة أخرى، قليلة، تبقى لأنها تركت بصمة واضحة. وصبري كان من الفئة الثانية.
شهرة محمد صبري من خلال الهدف
لا يزال هدفه الشهير في مرمى أحمد شوبير في كأس السوبر الإفريقي 1994 واحداً من اللقطات التي تُروى دون ملل. لم يكن الهدف مجرد كرة سكنت الشباك، بل كان إعلاناً مبكراً عن موهبة لاعب يعرف كيف يختار لحظته. بالنسبة لكثيرين، ذلك الهدف كان بمثابة بطاقة التعريف بصبري لجمهور الكرة المصرية خارج جدران الزمالك.
بعد الاعتزال… هدوء لاعب لم يبحث عن بطولة جديدة
أنهى صبري مسيرته لاعباً عام 2004 بعد تجربة قصيرة مع الاتحاد السكندري. بعدها لم يبتعد كثيراً عن النادي الذي صنع اسمه. اختار الإعلام الرياضي، وظهر في القناة الرسمية للزمالك بصوت لا يطمح لأن يكون صاخباً، بل واضحاً وصريحاً في حدود مهنية تحترم المشاهد.
لم يكن من النوع الذي يلاحق العناوين، وربما لهذا السبب لم يأخذ حظه الكامل من الأضواء. لكنه في المقابل ترك صورة لاعب نظيف، يحب لعبته، ويؤدي دوره دون ادعاء.
رحيل يعيد للأذهان جيلاً كاملاً
وفاة محمد صبري ليست مجرد خبر عابر. هي مناسبة للحديث عن جيل كامل مرّ على الكرة المصرية وترك بصمته قبل أن ينسحب بهدوء. جيل لعب دون وسائل التواصل، ودون حملات تسويقية، ودون ضجيج. يعتمد على موهبته وحدها، وعلى جمهور يعرف تماماً من يستحق التصفيق.
رحل صبري، لكن صوته الهادئ في الاستوديو، ولمسته اليسرى التي صنعت أهدافاً كثيرة، وابتسامته التي كانت تظهر في لحظات الفوز… كلها ستبقى في ذاكرة من شاهده لاعباً ومحللاً وإنساناً.





