سبب مقتل محمد عبدالكريم الغماري من هو
بعد صمت طويل، تعلن جماعة الحوثي مقتل رئيس هيئة الأركان العامة لقواتها، اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، في خطوة تثير تساؤلات حول التوقيت والظروف الحقيقية لوفاته.
أعلنت جماعة الحوثي، اليوم الخميس، مقتل اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة لما تسميه “القوات المسلحة اليمنية”، في حادث مفاجئ أنهى أشهرًا من الغموض والتكتم حول مصيره الحقيقي.
ويُعد الغماري، بحسب المراقبين، الرجل الثاني في البنية العسكرية للجماعة بعد زعيمها عبدالملك الحوثي، مما يمنح إعلان وفاة شخصية بهذا الثقل أبعادًا تتجاوز النبأ العسكري المجرد.
نعي مُبهم وغياب للتفاصيل
جاء الإعلان عبر وسائل الإعلام التابعة للجماعة، التي نشرت نعيًا للغماري واصفة إياه بـ”القائد الجهادي” و”المستشهد”، دون أن تقدم أي تفاصيل دقيقة عن ظروف أو توقيت أو مكان وفاته. هذا الغموض في البيان الرسمي يترك الباب مفتوحًا أمام العديد من التكهنات.
تقارير سابقة تشير إلى الاغتيال
يأتي هذا الإعلان الرسمي متأخرًا بعد تقارير إعلامية إسرائيلية وغيرها، كانت قد أفادت قبل أشهر بوقوع الغماري ضحية لعملية اغتيال خلال غارات جوية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، التي تسيطر عليها الجماعة. خلال تلك الفترة، التزمت جماعة الحوثي الصمت الكامل، ولم ترد على تلك الأنباء أو تؤكدها، في إستراتيجية اعتادتها في التعامل مع الخسائر الكبيرة في صفوف قياداتها.
تساؤلات حول توقيت الإعلان
يطرح التوقيت الحالي للإعلان عن مقتل الغماري بعد هذه المدة الطويلة تساؤلات ملحة حول الدوافع الكامنة وراء كشف الخبر الآن. هل يأتي الإعلان بعد أن أصبح من المستحيل إخفاء الأمر؟ أم أن هناك سياقات داخلية أو تفاوضية جديدة دفعت الجماعة للكشف عن الحادث في هذا الوقت بالذات؟ البيان الرسمي لم يقدم أي إجابات واضحة على هذه التساؤلات.
من هو محمد الغماري؟
شغل اللواء الركن محمد الغماري موقعًا استراتيجيًا حاسمًا في التسلسل القيادي لميليشيا الحوثي، حيث كان يتولى مسؤولية التخطيط العسكري والإشراف المباشر على العمليات القتالية للجماعة. جعلته هذه المسؤوليات أحد أبرز الأسماء على الساحة، وأحد أركان الحرب بالنسبة للجماعة في مواجهة القوات المشتركة والتحالف الذي تقوده السعودية.
خلاصة القول، إن إعلان جماعة الحوثي مقتل قائد عسكري بهذه الأهمية يسلط الضوء ليس فقط على الخسارة البشرية، بل وعلى حالة من الغموض والتكتيك الإعلامي المحكم الذي تتبعه الجماعة، مما يترك الرأي العام والمحللين أمام مشهد يحتاج إلى مزيد من الإيضاحات التي قد لا تظهر قريبًا.
—