فصل الفنان جمال فرفور من اتحاد المهن الموسيقية بعد تصريحات مثيرة للجدل
بين حرية التعبير والانضباط المهني
أعلن اتحاد المهن الموسيقية السوداني، يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، عن فصل الفنان المعروف جمال مصطفى حسن، الشهير بـ”جمال فرفور”، من عضوية الاتحاد، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها خلال ظهوره في برنامج “الكلمة الأخيرة” الذي يُعرض على قناة البلد.
وقال الاتحاد في بيان رسمي إن فرفور أدلى بتصريحات اعتُبرت “مسيئة للوسط الفني”، وتتنافى مع أخلاقيات المهنة، مما دفع إلى اتخاذ قرار الفصل بناءً على ما ورد في المادة (21) من لائحة النظام الأساسي للاتحاد.
تصريحات جمال فرفور تشعل الأزمة
جاءت التصريحات المثيرة للجدل خلال مقابلة تلفزيونية، قال فيها فرفور:
“تعاملت مع عدد من المجموعات، وما لقيت أتفه ولا أوسخ ولا أحقر من الوسط الفني.”
— جمال فرفور، من ظهوره في برنامج “الكلمة الأخيرة”، قناة البلد.
هذه العبارات أثارت استياءً واسعًا وسط الفنانين والمشتغلين بالمجال، واعتبرها الاتحاد إساءة صريحة لكل أعضاء الوسط الفني دون استثناء، وفق ما ورد في بيانه.
الاتحاد: التصريحات تسيء للفن وتخالف أخلاقيات المهنة
قال اتحاد المهن الموسيقية في بيانه:
“تصريحات فرفور تضمنت إساءات واضحة وعبارات لا تليق بتاريخ الأغنية السودانية ولا تعكس إرثها الثقافي والاجتماعي.”
— من بيان اتحاد المهن الموسيقية، الأربعاء 8 أكتوبر 2025.
وأضاف البيان أن القرار يأتي ضمن توجهات الاتحاد “لحماية صورة الفن السوداني ومكانته بين الشعوب، وردّ الاعتبار لكل أعضاء الاتحاد من أي إساءة علنية.”
تفاعل واسع وردود متباينة
القرار أحدث موجة من ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى أن القرار ضروري لحماية كرامة الفنانين، وآخرين اعتبروه تقييدًا لحرية الرأي.
من المؤيدين:
كتب الصحفي السوداني شمس الدين الأمين على فيسبوك:
“لا أخفي حبي الكبير واحترامي لجمال فرفور كفنان كبير، ولكني أؤيد وبشدة قرار اتحاد المهن الموسيقية، بعد تصريحاته غير المحترمة عن الوسط الفني.”
من المعارضين:
من جهتها، أبدت الفنانة ميادة قمر الدين تحفظها على القرار، وأعربت عن تضامنها مع فرفور، مشيرة إلى ضرورة “معالجة الأمور بالحوار لا بالفصل.”
“لو في تجاوز حصل، المفروض نحتوي بعض، مش نفصل بعض.”
— ميادة قمر الدين، عبر منشور على حسابها بفيسبوك.
صمت فرفور حتى الآن
حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من الفنان جمال فرفور بخصوص القرار، ولا يُعرف بعد ما إذا كان سيتجه إلى الطعن أو الاستئناف على قرار الاتحاد، أو سيُصدر توضيحًا إعلاميًا.
خلفية فنية وسياسية
يُعد فرفور من الأسماء البارزة في الساحة الفنية السودانية منذ التسعينيات، واشتهر بإحياء الأغنية التراثية بأسلوبه الخاص. لكن مسيرته الفنية لم تخلُ من الجدل، إذ يتهمه البعض بأنه كان مقربًا من النظام السابق، وهو ما ينعكس في التفاعلات المختلفة حوله، بين جمهور مؤيد وآخر معارض.
قانونيًا.. هل القرار ملزم؟
بحسب المادة 21 من لائحة اتحاد المهن الموسيقية، يحق للاتحاد فصل أي عضو “يثبت عليه ارتكاب إساءات لفظية أو تصرفات تسيء للفن السوداني أو لمكانة الاتحاد.” لكن بعض الحقوقيين يرون أن هذا النص يحتاج لتفسير واضح، ويجب أن يُسبَق بأي إجراءات تحقيق عادلة تضمن حق الدفاع.
“مثل هذه القرارات قد تُستخدم لاحقاً لتكميم الأفواه، لذا يجب أن يكون هناك توازن بين حماية المهنة وحرية الرأي.”
— محامٍ مختص بشؤون النقابات، فضّل عدم ذكر اسمه.
هل تُفتح أبواب الطعن أو الوساطة؟
وفقًا لمصادر داخل الاتحاد، يُمكن للفنان تقديم طلب استئناف أو التماس لمراجعة القرار خلال فترة معينة، شريطة أن يُظهر حسن النية أو يقدم اعتذاراً علنياً، لكن لم تُعلن أي خطوة من هذا النوع حتى الآن.
موجة نقاش أوسع في الوسط الفني
بعيداً عن قضية فرفور نفسها، يرى بعض المراقبين أن الأزمة سلطت الضوء على غياب ميثاق واضح ينظّم العلاقة بين الفنانين ومؤسساتهم المهنية، وعلى ضرورة وجود آلية أكثر شفافية لمعالجة الخلافات.
“الوسط الفني يحتاج لمرجعية محترفة تتعامل مع الأزمات بحكمة، لا بردود فعل انفعالية.”
— فنان شاب فضل عدم ذكر اسمه.
اقرأ أيضًا من «الفن»
