تصاعد التوتر بين مصر وإثيوبيا بسبب فيضان نهر النيل إتهامات متبادلة حول «سد النهضة»
تصاعدت حدة التوتر بين القاهرة وأديس أبابا عقب فيضانات نهر النيل التي أغرقت مناطق واسعة في السودان، وامتدت آثارها إلى دلتا مصر، وسط اتهامات مصرية لإثيوبيا بالتسبب في الكارثة نتيجة «تصرفات أحادية متهورة» في إدارة سد النهضة، المقام على الرافد الرئيسي للنهر.
اتهامات متبادلة
وزارة الري المصرية اتهمت، الجمعة، السد الإثيوبي بالتسبب في الفيضانات، بينما نفت إثيوبيا الأمر، مؤكدة أن السبب يعود إلى «زيادة تدفق مياه النيل الأبيض»، الذي لا يرتبط بها، مشيرة في بيانها إلى أن «سد النهضة ساهم في تخفيف آثار أمطار غزيرة كانت قد تتسبب في دمار تاريخي بمصر والسودان».
رد مصري وتحذيرات حكومية
القاهرة رفضت التبريرات الإثيوبية، واعتبرت بيان أديس أبابا «مليئاً بالمغالطات». وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن «عدم التنسيق في تشغيل السد أدى إلى فيضانات عارمة في السودان». كما حذّر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي من استمرار ارتفاع منسوب المياه حتى نهاية أكتوبر، داعياً إلى إخلاء المناطق الواقعة ضمن نطاق «طرح النهر».
أضرار واسعة وانتقادات داخلية
الفيضانات تسببت في غرق أراضٍ زراعية ومنازل في محافظتي المنوفية والبحيرة شمال مصر، فيما رفعت وزارة التضامن والهلال الأحمر حالة الطوارئ لتقديم المساعدات. وانتقد خبراء مصريون، بينهم الدكتور نادر نور الدين، ما وصفوه بـ«سوء إدارة الأزمة»، معتبرين أن السلطات لم تتخذ إجراءات وقائية كافية.
خلاف قديم وتجدد للأزمة
تعود جذور الأزمة إلى الخلاف المستمر حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، الذي بدأ بناؤه عام 2011 وافتتح العام الماضي. وتطالب مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم يضمن حقوقهما المائية، فيما تواصل إثيوبيا عمليات الملء دون تنسيق.
تحذيرات من تفاقم الوضع
خبراء مصريون حذروا من أن استمرار غياب التنسيق بين السدود الكبرى قد يؤدي إلى «فيضانات غير متوقعة»، بينما يرى مراقبون أن الأزمة الحالية قد تدفع القاهرة إلى المطالبة بإدارة دولية للسد، في ظل ما تصفه بـ«التعنت الإثيوبي».
🔹 خلفية
يعد سد النهضة أكبر مشروع كهرومائي في أفريقيا، بتكلفة نحو 5 مليارات دولار وطاقة إنتاجية تتجاوز 5000 ميغاواط، فيما تعتبره مصر والسودان تهديداً مباشراً لأمنهما المائي.