من هو جهيمان العتيبي

في صباحٍ هادئ من غرّة محرّم عام 1400 هـ، استيقظ العالم الإسلامي على حدثٍ غير مسبوق: اقتحام المسجد الحرام في مكة المكرمة من قبل جماعة مسلحة بقيادة رجل يُدعى جهيمان العتيبي، معلنين ظهور “المهدي المنتظر”. فمن هو هذا الرجل الذي هزّ أقدس بقاع الأرض وأثار جدلاً لا يزال صداه يتردد حتى اليوم؟
من هو جهيمان العتيبي نشأته
ولد جهيمان بن محمد العتيبي في 16 سبتمبر 1936 في بلدة ساجر، إحدى الهُجر التي أسسها الملك عبد العزيز لتوطين البدو. نشأ في بيئة محافظة، وكان والده صديقًا مقربًا من سلطان بن بجاد، أحد قادة حركة “الإخوان” الذين تمردوا على الدولة السعودية في بداياتها.
التحق جهيمان بالحرس الوطني السعودي وعمل فيه لمدة 18 عامًا قبل أن يتقاعد. لاحقًا، درس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهناك التقى بـمحمد بن عبد الله القحطاني، الذي أصبح لاحقًا صهره وزعيمًا روحانيًا لجماعته.
حادثة إقتحام الحرم المكي جهيمان العتيبي
في 20 نوفمبر 1979، الموافق لأول يوم من القرن الهجري الجديد، دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام أثناء صلاة الفجر حاملين نعوشًا ادّعوا أنها لجنازة، لكنها كانت مليئة بالأسلحة. بعد انتهاء الصلاة، أعلن جهيمان أن صهره محمد القحطاني هو “المهدي المنتظر”، وطلب من المصلين مبايعته.
أُغلقت أبواب المسجد، وبدأت مواجهة دامية استمرت نحو أسبوعين، شارك فيها الجيش السعودي بدعم تقني من قوات فرنسية خاصة. انتهت العملية بمقتل القحطاني واعتقال جهيمان، الذي أُعدم لاحقًا في 9 يناير 1980.
الفكر والدوافع
استند جهيمان إلى أحاديث نبوية حول ظهور مجدد للدين كل مئة عام، وظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان. ومع بداية قرن هجري جديد، رأى أن الظروف “اكتملت” لظهور المهدي، خاصة أن اسم صهره يطابق أوصاف المهدي في بعض الروايات.