في ذكرى رحيلها.. فايزة أحمد تكشف السر الحزين وراء “أنا قلبي إليك ميال”
يوافق اليوم 21 سبتمبر ذكرى رحيل الفنانة فايزة أحمد عام 1983، والتي عاشت قصة نجاح مدهشة جعلتها “كروان الشرق” و”أيقونة الأغنية العاطفية”، لكنها على مستوى الحياة الخاصة عانت من وقائع مأساوية وعاشت فصولا من الأحزان، على نحو لا يخطر ببال جمهورها العريض من المحيط إلى الخليج.
ومن تلك المفارقات المؤلمة التي عاشتها فايزة أن واحدة من أشهر وأنجح أغنياتها وهي “أنا قلبي إليك ميال”، كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي، وغنتها بحرقة وقلبها يتقطع، لم تكن أغنية عاطفية من امرأة إلى رجل، وإنما خطاب من أم إلى جنين يتحرك في أحشائها كثمرة لقصة حب حزينة.
القصة روتها فايزة في مقال صحفي نادر نشر بمصر في الخمسينيات بعنوان ” قصة البطل الحقيقي لأغنية أنا قلبي إليك ميال”، مشيرة إلى أنها أحبت شابا وتعاهدا على الزواج وحدث أن حملت منه قبل الزواج، لكنه طالبها أن تتخلص من الجنين، فرفضت بحسم.
وأضافت وهي تسرد تلك الواقعة، التي عادت وتطرقت إليها في حديث إذاعي، أنها احتفظت بالجنين ثم عادت وتحدثت مع الأب لعله يوافق على الزواج، فرفض، حتى وضعت الجنين وكان فتاة أطلقت عليها اسم “غادة”، لكنها توفيت بعمر 5 شهور.
وكشفت أنها عند تسجيل الأغنية كان عمر الجنين 7 شهور، فغنت الكلمات وهي تتخيله وتندمج معه بكل خلجات روحها، حتى صار هو “البطل الحقيقي” لهذا العمل المرهف المشحون بالانفعالات.
وتقول فايزة في مقالها: “حين وصلت إلى مقطع: ومليت الدنيا عليا / ود وحب وحنية / خليتني أحب الدنيا / طول أيامي ولياليا، بكيت بشدة وغسلت الدموع وجهي، وظهرت بحة البكاء في صوتي، ونجحت الأغنية لأني عشت فيها، وكأنها حياتي التي أصبحت لحناً وكلمات”.
وفي نهاية مقالها، أشارت “كروان الشرق” إلى أن الشاعر مرسي جميل عزيز، حين عرف بمأساتها، كتب لها أغنية جديدة، لحنها الموجي، يقول مطلعها:
يا وحدتي يا نا
يانا ياحيرانة
اللي طفى شمعتي
وفاتني في وحدتي
خدي على مخدتي
وهمومي سهرانة
ورغم هويتها السورية، فإن قصة نجاحها كانت مصرية بامتياز، إذ قدمت الفنانة المولودة في 5 ديسمبر 1934 ما يزيد على 80 أغنية صنعت الفارق، وحظي كثير منها بالشهرة عبر مختلف الأجيال، مثل “ست الحبايب” التي تعد أجمل ما قيل في الوفاء للأم، كما تعاونت مع نجوم التلحين العربي مثل محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي.
ووصف الموسيقار محمد عبدالوهاب صوت فايزة أحمد بأنه صوت “يشبه الكريستال” أو “الألماس المكسور اللامع”.
وروى أنه تعرف إليها أول مرة من خلال صديق مقرب، وأخبره بأنه عثر على فنانة بارعة في الشام تدعى فايزة أحمد، فقام بدعوتها إلى مصر واستمع إليها.
ومن أشهر الأغاني التي لحنها لها عبد الوهاب “تراهني”، و”تهجرني بحكاية”، و”حمّال الأسيّة”، و”هان الودّ”.
نقلاً عن: إرم نيوز