بدأ عرض الموسم الرابع من المسلسل التركي الشهير “شراب التوت” على موقع قصة عشق مع بداية الموسم الدرامي الجديد في تركيا خلال شهر سبتمبر، إلا أن الحلقة الأولى تسببت في أزمة غير مسبوقة بعدما أثارت موجة واسعة من الانتقادات والهجوم من قبل الجمهور. الأحداث التي ظهرت في العمل، خصوصًا ما يتعلق بعلاقة غير مشروعة بين شخصية “دوغا” وزوج شقيقة زوجها، دفعت كثيرين للتعبير عن رفضهم، معتبرين أن القصة لا تليق بمسلسل مصنف كعمل عائلي، وهو ما فتح الباب أمام تدخل رسمي من هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية.
انتقادات الجمهور وتدخل الهيئة
الهجوم الجماهيري على أحداث الحلقة الأولى دفع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية إلى فتح تحقيق رسمي مع الشركة المنتجة للعمل. وأكد رئيس الهيئة أن جميع التعليقات والانتقادات الواردة من الجمهور قيد التقييم، مشيرًا إلى أن الإجراءات التي قد تُتخذ لا تقتصر على فرض غرامة مالية فحسب، بل يمكن أن تصل إلى إيقاف المسلسل بالكامل في حال ثبتت مخالفات جسيمة. هذه التطورات جاءت في وقت أبدى فيه المشاهدون استياءهم من طرح قصة “دوغا” و”فيراز”، إذ رأى البعض أنها غير مناسبة للمشاهدة العائلية، فيما قرر آخرون مقاطعة المسلسل بشكل نهائي.
من جانبها، أصدرت الشركة المنتجة لأهم المسلسلات التركية المحققة نجاحاً في الموسم السابق بيانًا أكدت فيه احترامها لقيم الأسرة والمجتمع التركي، مشددة على أن الدراما بطبيعتها تقدم قصصًا وشخصيات متنوعة لا تعني بالضرورة أنها انعكاس مباشر للمجتمع. كما قامت الشركة بحذف الإعلان الترويجي الخاص بالحلقة الثانية، فيما أشارت تقارير صحفية إلى أن السيناريو يخضع حاليًا لمراجعات وتعديلات في محاولة لتهدئة الجدل القائم.
اعتقال الكاتبة وتصاعد الأزمة
لم تتوقف الأزمة عند حدود القصة الدرامية، حيث طالت الأحداث كاتبة العمل ميرفي غونتام التي تعرضت للاعتقال بسبب منشور قديم كتبته قبل أربع سنوات وأعيد تداوله مؤخرًا بالتزامن مع الانتقادات الموجهة إليها عقب عرض الحلقة الأولى. اعتقالها أشعل موجة جديدة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تعرضت لهجوم واسع وسباب بألفاظ قاسية أثرت على حالتها النفسية بشكل كبير.
ورغم كل هذه الأزمات، ما يزال مسلسل “شراب التوت” يحافظ على مكانته كأحد أنجح الأعمال الدرامية التركية في السنوات الأخيرة، إذ تصدر نسب المشاهدة في تركيا على مدار مواسمه الأربعة، ويُعرض حاليًا عربيًا عبر قناة OSN حيث حقق أيضًا نجاحًا لافتًا وجمهورًا واسعًا.
